ولد عام : ١٨٩٩م
وفاته عام : ١٩٨٢م
برع فى اداء التلاوة القرآنية، حيث كان ثانى قارئ بعد الشيخ محمد رفعت يربط النغمة مع المعنى (تصوير المعاني) وكان صاحب مدرسة الخط المباشر فى التلاوة من طريقة الشيخ على محمود. إنه الشيخ محمد سلامة الذى تمتع بحب كل من عرفه أو سمعه وهو يتلو كتاب الله تعالي، مما كانت له سمات طيبة فى أخلاقه تميز عن غيره من المقرئين خاصة انه عاصر رموز التلاوة فى مصر امثال مصطفى اسماعيل وعلى محمود وغيرهما من مشاهير القراء فى مصر.
كان الشيخ سلامة طالبا فى الأزهر الشريف، وفى سن التاسعة عشرة شجع على ان يصبح قارئا وكان يقرأ بالفعل وهو فى سن العاشرة. وشارك الشيخ سلامة فى ثورة 1919 ضد البريطانيين، واعترف بدوره فيها بفخر واعتزاز. وهو القارئ المبرز الوحيد الذى *رفض ان يسجل للاذاعة*، واحد اسباب ذلك انها لم تستطع ان تستجيب لبعض شروطه، مثل *ألا يذاع ما يسجله فى الشوارع والحانات، والا يسمح للمذيعات الاناث بالتواجد فى الحجرة التى يسجل فيها القرآن.*
واشترك الشيخ سلامة فى مؤتمر القراء فى سنة 1937، والذى نتج عنه تأسيس رابطة القراء. ولكن المسألة الخطيرة، هى ان بعض القراء كانوا خائفين من ان اذاعة القراءة ربما تضر القراء الاقل شهرة، وان يقل الطلب لخدماتهم.
وكان الشيخ سلامة واضحا وصادقا فى عقيدته الى ابعد حد.
وكان فى ادائه متحفظا فى لفتاته وايماءاته، ويجلس جلسة التشهد اى لايربع رجليه ويتجاهل تعليقات الاعجاب، حتى ينصرف عن اولئك الذين يأتون اليه ليقبلوا يده، أو ليمدحوه.
وبدا لى انه يتفاعل مع مستمعيه فى النغمات الصوتية العالية «الجوابات» وحدها.
وعندما يقرأ قارئ آخر كان الشيخ سلامة يستمع اليه مغمضا عينيه وخافضا رأسه. وكان هو *المرشد المعترف به للشيخ كامل يوسف البهتيمي، والشيخ محمد صديق المنشاوي، وعاش كلاهما فى بيته فترة من الوقت.*
ويتحدث البعض عن مدرسة الشيخ محمد سلامة بأنهاخط مباشر من طريقة الشيخ على محمود.
والشيخ سلامة هو القارئ الثانى الوحيد بعد الشيخ رفعت الذى يربط النغمة بالمعنى (تصوير المعاني). وكان عجبا من العجب فى قوة الصوت وعذوبة الأداء.
والحق ان ما قيل عن الشيخ محمد سلامة لايعبر تماما عن قدراته الفذة وتمكنه فى «الجوابات» وروعته فى «القراءات»، ولا عن طول نفسه وطاقته المذهلة فى القراءة لساعات طويلة.
وفى سنة 1947، كان هو والشيخ مصطفى اسماعيل يحييان «ليلة اربعين» فى حى عابدين، وبعد ان قرأ الشيخ محمد سلامة ما تيسر من سورة الحج، جاء الشيخ مصطفى وقرأ ما تيسر من سورة هود، ثم اراد ان «يختم الليلة» بقراءة قصار السور، وتدخل بعض ذوى الشأن، وصعد الشيخ سلامة الاريكة وظل يقرأ ويبدع دون توقف اكثر من سبع ساعات، حتى سمع اذان الفجر من مسجد مجاور، فقال صدق الله العظيم.
إن ما قرأه الشيخ محمد سلامة فى تلك الليلة لو سجل لكان كنزا قرآنيا، وثروة فى فن القراءة والتمكن من اصول التجويد واحكام القراءات وتصوير المعانى بصوت بديع فتى يأسر وجدان مستمعيه.
ويقول الاستاذ محمود السعدنى فى كتابه «ألحان السماء» (سلسلة الكتب للجميع، العدد 139 ابريل 1959، ص 76) عن الشيخ محمد سلامة: «عاصر الفترة الذهبية لعصر التلاوة أيام الشيخ على محمود ونال من الشهرة ومن المجد مالم ينله مقرئ من قبل، حتى ولا الشيخ احمد ندا»، واهيب فى هذا المقام باذاعة القرآن الكريم أن تسعى مشكورة للحصول على أية تسجيلات للقارئ الشيخ محمد سلامة التى قد تكون موجودة عند بعض محبيه ويمكن ان يتم ذلك عن طريق احد البرامج كخدمة جليلة لكتاب الله الكريم.
Leave a Reply